الجمعة، 8 فبراير 2008

:صاحبي العزيز ...وداعاً ،، لن تبكي عليك السماء !!


...بسم الله الرحــمن الرحيـــم...

تعودنا أن نسمع عقب كل "إنتكاسة"

خلجات محزون ..ومشاعر مكلوم ..ودفقا من العبرات مسكوب !!

لقد تغيرت الأحداث ياصديقي العزيز ..وربما نحن أيضا تغيرنا ..وسقوطك برهان على أننا فعلا تغيرنا .

لذا لا بد أن تعرف جيداً أن الهزة الأرضية التي كنت تتوقع حدوثها مع سقوطك ما شعرنا بها ..

وماسجلت لنا مقاييس رختر شيئا من ذلك .. !


لا أقول أنك فتنت .. !!ولا أقول أنك واجهت ضغوطات !

أنت حقيقة مللت ..أنت أسقطت نفسك ..لقد كان في الأساس دخن !!


أنني أكتب لك وأنا أردد (( اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على طاعتك)) .. أتدري لماذا !!

لأنك أنت ..أنت قلت لي ذات يوم ونحن نتحدث عن تراجعات بعض طلبة العلم ..
قلت لي مانصه (( .... الحي لا تؤمن فتنته ..))!!

فها أنا اليوم أكتب عنك ..وأسأل الله فاطر السموات والأرض ..علام الغيوب .. ألا يأت يوما ليكتب عني أحد .. وأن يتوفاني مسلما داعيا إلى الحق مجاهدا في سبيله منافحا عن دينه .

اللهم آمين !

أسأل الله لي الثبات حتى الممات..وأسأل الله أن يردك إلى الحق رداً جميلاً ..


ياصديقي ..

سوف نبكي عليك لكن هذا لن يطول ..هل تريد مني أعتذارا .. هاك أعتذراي تسلى به .

قد انصرف عنك كثيرا ..لا أقول لك الدعوة إلى الله ستشغلنا ..فأنت أدرى ..أنت ذقت حلاوتها ربما قبلي واشغلتك في الماضي أكثر مني ..!!
لكن لم يعد هناك وقت لنلتفت فيه إلى الوراء ونحصي حجم الخسائر ...فالمبشرات تغرينا فلك اللهم الحمد ..!
صديقي .. أتدري مالذي ساءني أكثر ..وهو الذي لابد أن تعيه جيداً .. وتعيد النظر فيه ..وقد عهدت حصيفا ذكياً ..
ساءني أنك وليت بعد أن طلع الفجر ..وبرق النصر..!!
ساءني أكثر أنك قعدت يوم نفر من قال" لا إله إلا الله " واصطف في الصف ولم يكمل الأركان بعد ..!!
لكنه حقاً إصطفاء .. !!
ربي اجعلني من المصطفين الأخيار ..


ويحك يارفيقي ..
مالذي أرداك ..أتمردت نفسك ..وخذلك فكرك ..!!
كانت البداية تراجعات ..ثم إعادة نظر ..ثم تأملات .. الا تبا لهذه التراجعات والتأملات التي أذابت الدين وميعت شعائره ..وقبح الله نضجا يضحك علينا الأعداء ..ويحرك إيدينا لنصافح من شانت نفسه وظهرمكره ..ونصبناه عدوا من قبل !!
لقد كنت أحسبك من الذي يعودون خطوة ليتقدموا خطوات ..لكني اكتشفت أنك تعود إلى الخلف تحسبها الراحة وهي أشد وطئا وعذاباً ..
يا غالي .. الطريق شاق ..لكنني لا زلت أعجب وايم الله..كيف ثبت كالطود الشامخ من اكتنز وجاهد نفسه ليبلغ نصف ما معك في صدرك من القران والعلم الشرعي .. !
حدثنا رعاك الله عن " الإخلاص" ، ماشابه ..!! أصدقت الآن ،،كم هو عزيز وصعب المنال!!


لقد جاءني (أحمد) تبرق عيناه ..يسألني عنك ..سلطان : ما شأن ( ....) ..لماذا دلني على الخير ثم حاد عنه !!
أنحن على الحق أما أخطأنا الطريق ..!
سامحك الله كم يؤلمني سؤال من سعيت في هدايتهم وبذلت لأجلهم مالك ووقتك و(مستقبلك) ..ماذا أقول لهم !
أأقول لهم لقد عقد لسان من لقنكم حروف الدعوة ..وأبجدياتها !!
أأقول لهم ..فقد ناقوسه ..ونفد زيته ..!!
لقد كنت أبرر مواقفك تجاه بعض المسائل الشريعة ..لكنك أكثرت الذوبان ..وأخترت لنفسك في عيوننا مكاناً صغيراً ..بعد أن كنت تملأ العين ..!!


أطلت كثيراً ..والوقت الذي نقضيه للذكريات رخيص ..!! لدينا ما هو أثمن ..لدينا أفراح ..نعم لا تظننا سنكتب لأجلك قصائد بكائية .. ولن نسقط ورقة واحدة من أوراق خريف العمر لسواد عينيك .. فأنت لم تشرف الدعوة ،، انتبه جيدا!
هي شرفتك وأعلت من شأنك وأنعمت عليك بوافر ظلالها أفلما استكنت مللتها !! أنت اخترت طريقا سوف تصطلي في دروبه بنار الوحشة ..والهم ..والقلق ..!!
لا تكابر ، هذه العذابات حقيقية كانت على المتساقطين حتما مقضياً ..!
إذا بعدت بيننا الشقة ..وانقطعت بنا الأخبار ..فلا تخالنا أطفأنا المصابيح..وحبسنا العاديات ..معاذ العهد .. إننا هنا في دار " الأرقم" نعيش أفراح ومباركات مع الجنود الجدد الذي أختارهم الله بعد تمايز الصف ..وعادوا إلى الله بعد أن ثملوا بالكبائر ..كنا نستهدفهم وإياك من قبل ..فجاءت بهم الأيام وجنود ربك ..وحين دخلوا الدار خرجت من الباب الخلفي ..تاركاً متاعاك عندنا ..
ورسالة مفادها : ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلاً) !!

لا تسألني عن موقفي ..ولا موقف كل الذي عرفوك وأحبوك ...نعم أحزننا أنك وليت الدبر ..وانحيت للعاصفة وهي لم تستجمع قواها بعد ..لكن هذا خير لنا من أن تخوننا حين نستسقيك شربة ماء في صيف المعركة الحقيقة ..!ما نفضنا أيدينا بعد ..وما غسلناها ..لكننا سنفعل وإلى الله المشتكى ..

سر حيث اخترت طريقك ..لن تبكي عليك السماء ..
وستبقى ذكرى وما أقسى ممحاة الزمن تمحو كثيرا مما ينبغي حفظه ..فكيف بك أنت وقد أشرت إلينا لنزيلك ..!
كل ما أرجوه ألا تعود شوكة في طريق القادمين كما فعله بعض الأقزام اليوم ..لأنني لا أحب أن أنقض على صديق الأمس ..وينهشك الرفاق الثابتون!

أنا أعتذر إليك مرة أخرى.. لا بد أن أودعك ..لكن ..تذكر

(ربما يود الذين كفروا لوكانوا مسلمين) ..!!


انتهى

ليست هناك تعليقات: